تعد العمرة من الأعمال الصالحة المرغب فيها شرعا، ولها فضائل كثيرة، لذا يحرص عدد من الأشخاص ممن يلمسون في أنفسهم سعة في الرزق وصحة في الجسم على أدائها، خاصة خلال شهر رمضان الأبرك.
وبالنظر إلى الخصوصية الروحانية لهذا الشهر الفضيل، يفضل البعض قضاءه في رحاب المسجد الحرام والمسجد النبوي، والاستمتاع بالأجواء الإيمانية التي تخيم على الحرمين الشريفين ، اللذين هما من المنزلة بمكان في قلوب المؤمنين .
فبالإضافة إلى مقصد العمرة ، يتوق زوار الحرمين الشريفين خلال شهر الصيام إلى حضور الصلوات الخمس وكذا صلاتي التراويح والتهجد ، وتناول الإفطار وسط جموع غفيرة من المسلمين الذين يأتون من كل فج عميق .
وفي هذا الصدد ، قال رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، لحسن بن إبراهيم سكنفل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن العمرة سنة مؤكدة للقادر عليها مرة واحدة في العمر لقول الله تعالى " وأتموا الحج والعمرة لله " ، مضيفا أن العمرة تكون خلال السنة كلها إلا أن عمرة رمضان تعدل فضل حجة، ولكنها لا تقوم مقام حجة الإسلام .
وسجل السيد سكنفل أن الناس يقبلون على عمرة رمضان لفضلها ورغبتهم في صلاة التراويح بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وقضاء ليلة القدر بأحد المسجدين المباركين.
وبعد رفع كل القيود المفروضة جراء جائحة كورونا ، ارتفع الإقبال على عمرة رمضان بشكل كبير وجدت معه وكالات الأسفار صعوبة في الاستجابة لكل الطلبات ، رغم أنها تراهن على هذا الموسم لتحقيق الانتعاشة واستعادة جزء مما ضاع منها خلال سنوات الجائحة .
وبحسب مهنيين ، فإن الإقبال الكثيف المسجل هذه السنة لم تستفد منه وكالات الأسفار بالشكل المطلوب ، في ظل ارتفاع أسعار الطيران والفنادق، ومحدودية الرحلات الجوية ، ما حد من قدرتها على تقديم عروض تراعي القدرة الشرائية لكل الفئات (عروض اقتصادية، ومتوسطة، وراقية) .
وسجل هؤلاء المهنيون أن عددا من المواطنين خاصة المتعودون على عمرة رمضان مستعدون لتحمل ارتفاع الأسعار لتحقيق رغبتهم ، غير أن ضعف العرض من الرحلات الجوية يحول دون ذلك ، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة برمجة رحلات إضافية لاستيعاب هذا الكم الهائل من الطلبات .
وفي كل عام يتجدد النقاش حول الإقبال على العمرة الرمضانية حتى وإن ارتفع السعر ، وتطرح تساؤلات من قبيل : هل العمرة ضرورية كل رمضان؟ أليس هناك أعمال أخرى غير العمرة يتقرب بها العبد إلى ربه ؟ .
وفي هذا الصدد، يقول السيد سكنفل إن "من ذاق حلاوة العمرة في رمضان والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تتوق نفسه لهذا العمل المبارك طمعا في رضا الله ورحمته وغفرانه ".
إلا أن هناك أعمالا أخرى ، يوضح السيد سكنفل ، "تعدل أجر العمرة في رمضان وقد تفوقه كإغاثة الملهوفين، وقضاء دين الدائنين وتفريج كرب المكروبين ومساعدة المحتاجين خصوصا في مثل الظروف التي يعيشها العالم اليوم بسبب تبعات جائحة كورونا، والحروب التي دمرت اقتصادات عدد من البلدان وأدت إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة".
وتابع أن القيام بحاجة هؤلاء الفقراء قربة عظيمة وعمل جليل ، مصداقا لقوله تعالى : " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم " ، مشيرا إلى أن مساعدة المحتاجين في هذا الشهر الكريم هي إذا "أولى من أداء العمرة خصوصا ممن سبق له أن أداها".
MAP